مهنة التصوير الفوتوغرافي في زمن الهاتف الذكي
الشادلي الموحي مصور فوتوغرافي محترف، أربعيني قضى 25 سنة من عمره معانقا الكاميرا..
استقبلنا في محل التصوير الذي كان يشهد طوابيرا من الناس يوميا تزوره لتأريخ ذكرى أو لحجز موعد لالتقاط صور... اليوم مهنة المصور الصحفي تحتضر في مواجهة التكنولوجيا الحديثة.
غالب الشاذلي دموعه وهو يروي لنا شهادته عن تحول مهنة المصور من غرام ونعمة الى نقمة تكاد تعزل أصحابها عن محيطهم الغارق في صور السلفي والصور الانية التي لا تروي عن أصحابها شيء ولا تعدو ان تكون سوى للاستهلاك الجاهز على صفحات التواصل الاجتماعي.
بتأثر بالغ يقول موحي لموزاييك:" نصف العمر مضى في عشق مهنة اعتقدت أنها طريقي الصحيح، اليوم أجد نفسي وزملائي في مواجهة واقع لا يشبهنا ولم نختره... صرنا نكابد مصاريف يومنا بصعوبة وأغلب زملائي يعانون ضائقات مالية..".
ويقول موحي إن حزنه ليس على حال المهنة فقط بل على حال جيل "السلفي"كما يصفه، "جيل بلا ذكرى بلا ترف بلا روح فقد كانت للصور قيمة ثمينة نحفظها مع المجوهرات ونفائس العائلة.. الصور اليوم بلا روح وبلا هوية نخزنها لبعض الوقت في هواتف ذكية حتى يحين موعد اتلافها بتلف الأجهزة فنعود أشخاصا بلا تاريخ .. دون ذكرى".
ويختم موحي شهادته بمعاتبة الدخلاء ممن استهسهلوا مهنة المصور حتى ''خنقوها'' ليقول "رغم ذلك أنا متفائل، ما يبقى في الواد كان حجرو..".
سهام عمار